وعرفًا: من كثرَتْ صحبتُه، ولا حدَّ لتلك الكثرة. وقيل: من طالَتْ صحبتُه على سبيل الأخذ والاتباع. إلى هنا كلام ابن حجر. وقال فيه: عدالة الصحابة مقطوع بها بإجماع من يعقد (١) بإجماعه، من لابس منهم الفِتن ومَنْ لم يلابس، خلافًا للمعتزلة فيمن قاتل عليًّا ﵁] (٢).
وأفضل الصَّحابة رضوان الله عليهم أجمعين على الإطلاق أبو بَكر، ثم عُمر، ثم عُثمان، ثم عَليّ، بإجماع الصَّحابة (٣) وأهل السُّنَّة في الأوَّلَين، وجمهور أهل السنَّة في الآخرَيْن، وقدَّم طائفة من أهل السُّنَّة عليًّا على عُثمان، منهم الثَّوري أوَّلًا (٤)، ثم رجع إلى تقديم عُثمان.
قال أبو منصور البغدادي: أصحابنا مجمعون على أنَّ أفضلهم على الإطلاق الخلفاء الأربعة، ثم تمام العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل أُحد، ثم أهل بيعة الرضوان، ومن له مزيَّة من أهل العقَبَتَيْن من الأنصار، والسَّابقون الأوَّلون وهم من أهل القِبْلَتين، في قول ابن المسيِّب وطائفة (٥)، وفي قول الشَّعبي: أهل بيعة الرُّضوان (٦)، وفي قول محمَّد بن كعب وعطاء: أهل بدر (٧).
(١) أ: يعتدّ. (٢) ساقطة من: ع. (٣) ساقطة من: ض، أ. (٤) ساقطة من: ع. (٥) رواه الطبري في "تفسيره" (١١/ ٧)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٨٦٨). (٦) رواه الطبري في "تفسيره" (١١/ ٦)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٨٦٨). (٧) رواه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (١/ ١٤).