للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مذكور، وشاعر مفطور، عرفت بقيس تلك الخلال بعد مقتل أبيه، وذلك أن أباه زهيرا كان سيدا شريفا فتزوج ملك الحيرة النعمان بن امرئ القيس ابنته (وهو جد النعمان بن المنذر) وأرسل النعمان إلى زهير يستزيره بعض أولاده فسير إليه ابنه شأسا، فأكرمه وحباه ورده إلى أبيه، فلما كان شأس في طريقه بماء بني غني اعترضه رباح بن الأشل الغنوي فقتله وأخذ ما معه، ثم علم زهير بالأمر فأغار على بني غني، وكانوا حلفاء بني عامر فقتل منهم عددا كثيرا، ووقع الشر بين بني عامر وبني عبس، فترقب خالد بن جعفر العامري فرصة بزهير حتى قتله، وانطلق إلى ملك الحيرة النعمان بن امرئ القيس فاستجار به فأجاره فلحقه الحارث بن ظالم المري الفاتك المشهور فقتله في الحيرة، وأخذ قيس ابن زهير العبسي يتجهز لقتل بني عامر أخذا بثأر أبيه، فوقع خلاف بينه وبين أحد شيوخ بني عبس الربيع بن زيارد، فانضم إلى الربيع أكثر القبيلة، فارتحل قيس بأهله ومن انحاز إليه حتى نزل بجوار حذيفة وحمل ابني بدر الفزاريين، وكان لبني عبس قرابة في بني فزارة فأكرموه فأقام فيهم، وكان مع قيس أفراس له ولإخوته رآها حذيفة فحسده عليها، وجرى حديث الخيل يوما فقال حذيفة لقيس: فرسي الغبراء أسبق من فرسك وأحسن، فخالفه قيس، فتراهنا، وضمر الفرسين واختار كل منهما فارسا لفرسه، وأرسلاهما ورجال القبيلة، وقوف ينظرون، وكانت مسافة السباق بعيدة فأقام حذيفة رجلا في الطريق وأمره إذا رأى داحسا سابقا فليعترضه حتى تجوزه الغبراء، وسبق داحس فلطمه الرجل فحوله عن السير وهو على شفير واد فهوى الفرس بفارسه فكادا يهلكان، ومرت الغبراء فسبقت، ثم أقبل راكب داحس يسير الهوينا فقص عليهم خبره فكذبه حذيفة فتشاحن حذيفة وقيس وافترقا فأرسل حذيفة ابنه ندبة يطالب قيسا بالرهان فرده قيس فأغلظ ندبة الكلام لقيس فطعنه فقتله، ونادى قيس بأهله فركبوا وابتعدوا، وبلغ حذيفة ما كان بابنه فطلب قيسا فلم يدركه، وكان

<<  <   >  >>