للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وولوا أبا العباس عبد الله بن المعتز بالله ولقب بالمرتضى بالله ثم خذله أصحابه وهجم عليه بعض غلمان المقتدر فانهزم واختفى ثم عثروا عليه فقتل وستأتي ترجمته في ديوان الشعراء.

وصفا الملك للمقتدر وطالت أيامه على ما ضمت من الفتن والمحن وكان يستعين في أكثر شؤونه بخادم له يدعى مؤنسا، فبلغ هذا الخادم أن الخليفة يريد به الشر فأعلن عصيانه فأرسل إليه المقتدر يحلف له أن ما بلغه كذب فعاد إلى الطاعة، ثم نكث وجمع أنصاره ودخل بهم دار المقتدر فأخرجوا المقتدر وأمه وأولاده وخواص جواريه من دار الخلافة إلى دار مؤنس فاعتقلوا بها. وبايعوا أخاه المقتدر وهو القاهر بالله محمد بن المعتضد فاستخلف يومين ثم ثارت فرقة من الجيش تعرف بالرجالة فقتلت بعض رؤساء الغلمان ودعت بالخلافة للمقتدر فأعيد إلى الملك ثانية وخرج مؤنس من بغداد وقد علم أن قلب الخليفة لن يصفو عليه فاجتمعت عليه العساكر والغلمان وقصد الموصل فاحتلها، ثم سار بمن معه يريد بغداد فخرج له المقتدر بعسكره فانهزم أصحاب المقتدر وبقي منفردا فرآه جماعة من المغاربة فقتلوه وسلبوه ثيابه وزينته، ثم دفن في موضعه، وكان مولده سنة ٢٨٢ هـ وخلافته سنة ٢٩٥ هـ وخلع بابن المعتز سنة ٢٩٦ هـ، وأعيد بها ثم خلع ثانية بالقاهر سنة ٣١٧ هـ، وأعيد فقتله بعض أصحاب خادمه مؤنس الملقب بالمظفر سنة ٣٢٠ هـ، وكان المقتدر ضعيفا في إرادته وقوته وسياسته فاستولى على الملك خدمه ونساؤه وخاصته وكان مبذرا كثير الإنفاق على البذخ والجواري والندماء مضياعا لماله، والبون شاسع بينه وبين أبيه المعتضد: ذاك أعاد للدولة العباسية شأنها، وهذا هدم ركنها، وقد أطلنا في هذه الكلمة عليه وكان يجدر بناء إغفاله؛ لأنه لا يدخل في رجال هذا الكتاب ضعفاء الرجال وصغارهم.

قر الرأي بعد المقتدر على إعادة أخيه لأبيه محمد بن المعتضد الملقب

<<  <   >  >>