وله تواقيع تدل على مقدرة وإبداع منها ما وقع به إلى الرستمي أحد عماله وقد تظلم منه غريم له:«ليس من المروءة أن تكون أوانيك من الذهب والفضة وجارك طاو، وغريمك عاو».
وتوقيعه إلى حميد بن قحطبة من عماله أيضا في قصة متظلم منه:«يا أبا حامد لا تتكل على حسن رأيي فيك فإنك، وأحد رعيتي عندي في الحق سواء»، وفي قصة متظلم من علي بن هشام:«يا أبا الحسين الشريف من يظلم من فوقه ويظلمه من دونه فانظر أي الرجلين أنت؟».
ورفع إليه أهل السواد قصة في إتيان الجراد على غلاتهم فوقع فيها:«نحن أولى بضيافة الجراد من أهل السواد فليحط عنهم نصف الخراج»، وجاءته قصة يتظلم كاتبها من عمرو بن مسعدة أحد كتاب المأمون وخاصته فوقع بها:«يا عمرو عمر نعمتك بالعدل فإن الجور يهدمها».
وتظلم رجل من أبي عيسى وهو أخو المأمون فوقع في قضيته: ﴿فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون﴾ (المؤمنون: ١٠١)، وأخباره مع أهل الأدب والظرف والعلم والشعر كثيرة لا مجال هنا للإلمام بها، وله شعر رقيق منه قوله:
لساني كتوم لأسراركم … ودمعي نموم لسري مذيع
فلولا دموعي كتمت الهوى … ولوا الهوى لم تكن لي دموع
وفي سنة ٢١٨ هـ مرض فخلع أخاه المؤتمن من ولاية العهد وأخذ البيعة لأخيه أبي إسحق المعتصم ومات (خويلة) بطرسوس فدفن بها في دار خاقان خادم الرشيد.