للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان قد أرسل رافع بن الليث عاملا على خراسان فلما اطمأن بها خلع الطاعة وأظهر العصيان وتبعه كثيرون فأغار على مدينة سمرقند فملكها وقتل عاملها فبلغ الرشيد ذلك فأغضبه فركب في عسكر ضخم فمرض في الطريق ولما وصل إلى مدينة طوس من أعمال خراسان مات بها فدفن هناك، وأوصى بالخلافة من بعده لأبنائه الأمين، ثم المأمون ثم المؤتمن، ومدة خلافته ثلاث وعشرون سنة، وكانت عاصمة ملكه بغداد.

* * *

ولما توفي الرشيد بطرس بايع الناس ابنه محمدا الأمين وهو ببغداد سنة ١٩٣ هـ، وكان ضعيف الرأي منهمكا بالملذات والشهوات وحسن له بعض وزرائه خلع المأمون أخيه من ولاية العهد وتولية ابنه موسى وفي سنة ١٩٤ هـ أمر بالدعاء على المنابر لابنه موسى وإبطال الدعاء للمأمون، وكان المأمون بمرو فغاظه ما صنع أخوه وجاءته رسالة من الأمين يدعوه بها إلى المسير إليه فاستشار المأمون أخصاءه فحذروه شر الذهاب، فرجع الرسول بخبر امتناعه، فجيش الأمين جيشا أراد توجيهه إلى مرو لقتال المأمون وكانت للمأمون عيون ببغداد تأتيه بأخبار الأمين فلما جاءه النبأ جهز جيشا ممن كانوا قد انضموا إليه بعد إعلانه العصيان على أخيه، وسيره بقيادة طاهر بن الحسين؛ فالتقى الجيشان بقرب الري فانهزم جيش الأمين وقتل قائده على بن عيسى بن ماهان، وسار طاهر بن الحسين حتى بلغ بغداد فحاصرها ثم افتتحها، وفر الأمين فقبض عليه بعض جنود طاهر فقتلوه وأخذوا إليه رأسه فبعث به إلى المأمون، وابتدأت خلافة المأمون على ما سيأتي، وكان مولد الأمين سنة ١٧٠ هـ وتولى الخلافة سنة ١٩٣ هـ وقتل سنة ١٩٨ هـ.

<<  <   >  >>