للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علمي، ورأيي فيه، وإن جار وبدل فلا علم لي بالغيب، والخير أردت، ولكل امرئ ما اكتسب، ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾ (الشعراء: ٢٢٧).

فانظر إلى الإنشاء العذب الذي يمثل لك البلاغة بأوضح معانيها، كما أنت تراه في تضاعيف كلامه وخطبه ووصاياه (رضوان الله عليه)، وكان إذا خطب يقول في ختام كلامه: «اللهم اجعل خير زماني آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك»، فيعرف أنه انتهى.

واطلع على هذه النبذة مما نقله عنه المؤرخون. قال أحدهم: كان أبو بكر إذا سقط خطام ناقته ينيخها ويأخذه، فقيل له: هلا أمرتنا؟ فقال: إن رسول الله أمرني أن لا أسأل الناس شيئا.

ومن قصار خطبه مما أورده له ابن عبد ربه في العقد قوله:

«أيها الناس، اتقوا الله في سريرتكم وعلانيتكم، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، ولا تكونوا مثل قوم كانوا في سفينة فأقبل أحدهم على موضعه يخرقه، فنظر إليه أصحابه فمنعوه، فقال: هو موضعي ولي أن أحكم فيه، فإن أخذوا على يده سلم وسلموا، وإن تركوه هلك وهلكوا معه، وهذا مثل ضربته لكم رحمنا الله وإياكم».

وقد جمع الفاضل صاحب كتاب أشهر مشاهير الإسلام طائفة كبيرة من أخباره وآثاره بلغت مئة وخمسين صفحة فارجع إلى الجزء الأول منه إن شئت الاطلاع على أكثر مما قدمت لك، وأما كتب التاريخ كتاريخ أبي جعفر الطبري وتاريخ ابن الأثير وتاريخ ابن خلدون وأشباهها؛ فهناك الكثير من أنبائه . ودفن مع النبي في حجرة عائشة.

<<  <   >  >>