دين مكين، (وعقل رزين، دائم الذِّكر، مصيب الفكر، الآمر بالمعروف والنَّاهي عن المنكر، قوَّال بالحق، لا يخاف في الله لومة لائم)(١).
سمع من القاضي الإمام أبي بكر محمَّد بن الحسن بن منصور النَّسَفي، وأخذ العلم عنه (٢)، عن شمس الأئمَّة الحَلْوَاني عن القاضي الإمام أبي علي النَّسَفِي، عن أبي بكر محمَّد بن الفضل، عن عبد الله السُّبَذْمُونِي، عن أبي عبد الله (٣) أبي حفص الصَّغير، عن أبيه أبي حفص الكبير البُخاري، عن محمَّد (بن الحسن)(٤)، عن أبي حنيفة ﵀.
حكي أنّه قدم بغداد سنة خمس عشرة وخمسمئة في رسالة من جهة خاقان ملك ما وراء النهر إلى دار الخلافة، فقيل له: لو حججْتَ ورجعت، فقال: لا أجعل الحجَّ تبعًا لرسالتهم.
وله "الواقعات"، و"الفتاوى".
وفي الفصل الأول من "الفصول العمادية": اختلف أصحابنا أنَّ دار الإسلام متى تصير دار الحرب؟ قال الإمام الأعظم: لا تصير دار حرب إلا بإجراء أحكام الشرك فيها، وأن تكون متصلة بدار الحرب ليس بينها وبين دار الحرب مِصْر آخر للمسلمين، وأن لا يبقى فيها مسلم أو ذمِّي آمنًا بالأمان الأول، فما لم توجد هذه الشرائط الثلاثة لا تصير دار الحرب.
وقوله: وأن لا يبقى فيها مسلم أو ذمي آمن بالأمان الأول، معناه: وأن لا يبقى