للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أجمع أهل زمانه على أنه البحر، لا ترى الأعين مثله، ولا قرع (١) الأسماع نظيره، ضربت الأمثال باسمه، وأعجلت العجلات في الرحلة إلى علمه.

ولد سنة ست وسبعين ومئتين، ناظر في مجلس أبي الفضل البلغمي الوزير سنة تسع عشرة وثلاثمئة، وتقدم في المجلس إذ ذاك، وحكاياته كثيرة، وله أحوال عجيبة، صحب الشِّبْلي والمرتعش وأبا علي الثَّقفي.

حكي عن أبي عبد الرَّحمن السُّلمي: سئل أبو سهل الصُّعْلُوكي عن السماع، فقال: يستحب لأهل الحقائق، ويباح لأهل العلم، ويكره لأهل الفسق والفجور.

وعن الشَّيخ الإمام الأستاذ أبي القاسم القُشَيْري قال: سمعت أبا بكر ابن فُوْرك يقول: سُئل أبو سهل عن جواز رؤية الله تعالى من طريق العقل، فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقاءه، والشوق راحة مفرطة، والإرادة لا تتعلق بالمحال، فقال السائل: ومن ذا الذي يشتاق إلى لقاءه، فقال الأستاذ أبو سهل: يشتاق (٢) إليه كلُّ حر مؤمن، وأما من كان مثلك فلا يشتاق.

وعن أبي عبد الرَّحمن السُّلمي قال: قلت يومًا للأستاذ أبي سهل في كلام يجري بيننا: لِمَ؟ فقال: أما علمت أنَّ من قال لأستاذه: لِمَ؛ لا يفلح (٣) أبدًا.

وبه قال: سمعت الشَّيخ أبا سهل يقول: عقوق الوالدين يمحوها الاستغفار، وعقوق الأستاذ لا يمحوها شيء.

مات سنة تسع وستين وثلاثمئة، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.

وعنه أنه قال: من يعتدي قبل أوانه، فقد تصدَّر لهوانه.

ومن تلامذته أبو عبد الرَّحمن السُّلمي.


(١) ض: فزع.
(٢) ض، ع: مشتاق.
(٣) ع: تفلح.

<<  <  ج: ص:  >  >>