الفضل: يخافت، كذا جرت العادة في مسجد أبي حفص الكبير ﵀ ببخاري، وقال صاحب الذخيرة مولانا برهان الدين: استحسنوا الجهر في بلاد العجم ليتعلَّموا، وأما المقتدي فهو مخير إن شاء أمَّن وإن شاء سكت، كله مروي على "الاختلاف بين أبي يوسف ومحمد".
وفي الباب الثامن والعشرين من "روضة يحيى بن علي بن محمَّد الزَّنْدَوِيْستي"، قال: سمعت جدي أبا (١) جعفر محمَّد بن عبد الله الزَّاهد يقول: كنْتُ أواظب جماعة أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، ففاتتني يومًا التكبيرة الأولى من صلاة الفجر، فلما سلم قمت إلى قضاء ما سبق وهي ركعة واحدة فرآني، فلما فرغت من صلاتي وقمت ناداني، فجئت إليه فجلست عنده فلم يتكلَّم بعد النداء حتى طلعت الشمس وحلت الصلاة، فقام وصلى ركعتين، ثم قعد وقال لي: السَّلام عليك يا أبا جعفر، فقلت: وعليك السلام، ما الأمر؟ فقال: لو فات عنك مالك لكان أحب إليَّ (مما فاتك من)(٢) فضل التكبيرة الأولى، فإني سمعت أبا حفص الكبير يقول: سمعت محمَّد بن الحسن يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: سمعت حمَّادًا يقول: سمعت إبراهيم النَّخَعي يقول: سمعت علقمة يقول: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: " (سمعت أنَّ الله تعالى يقول:)(٣) ما من أحد تفوته تكبيرة الافتتاح من صلاته في جماعة إلا ندم يوم القيامة ندامة تكون أشد عليه من الموت أربعين ألف مرة، ومن فزع يوم القيامة أربعين ألف مرة؛ لما يرى (٤) من الثواب لمن حافظ عليها وأدركها"(٥).
(١) زائدة في أ: محمد. (٢) ع: (من أن يتفوتك). (٣) ساقطة من: أ. (٤) ع: روي. (٥) لم نقف عليه في الكتب المسندة، وذكره الصفوري في "نزهة المجالس" (١/ ١٣٢).