للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

شيء من العلوم يصح به اعتقاده وعبادته، وليقلِّد أحدًا في الفقه كأبي حنيفة، والشَّافعي، ومالك، وابن حنبل من الأئمة، وليأخذ من أقاويل الأئمة ما هو أقرب من الفتوى، وليترك الرخص، وليقلد شيخًا في سلوك طريق الحق، فإنَّ من لا شيخ له فشيخه الشيطان، وليعرض على شيخه ما يجري في خاطره، وما يرى في نومه ليميِّز الشَّيخ الرحماني عن الشيطاني، وليتب أولًا من كل زلة صغيرها وكبيرها، وسرها وجهرها.

ويجتهد في إرضاء الخصوم، (واستحلالهم من الغيبة والبهتان، والشتم ورد المظالم) (١)، ثم ليترك العلائق من المال والجاه وحب الدنيا، فإنَّ العلائق أشدّ حجابًا بين العبد وبين الله تعالى، ولينظر إلى نفسه بالحقارة، وليكن مجدًا إلى الطاعة من غير كسل ووقفة وفترة (٢)، (والفترة رجوع عن الإرادة، وخروج منها، والوقفة سكون عن السير باستيلاء حالات الكسل، وكل مريد وقف (٣) في ابتداء إرادته لا يجيء منه شيء) (٤).

وإذا جرَّبه شيخه (فيجب أن) (٥) يلقنه ذكرًا من الأذكار، على ما يراه شيخه، فيأمره أن يذكر الاسم بلسانه، ثم يأمره أن يستوي قلبه مع لسانه، وأن يكون أبدًا على الطهارة، وأن لا يكون نومه إلا عليها، وليس من آداب المريد كثرة الأوراد بالظاهر، واستدامة الذكر بالقلب أتم للمريد، إلى هنا.

* * *


(١) ساقطة من: ع.
(٢) أ: وفتور.
(٣) ض: وقضاء.
(٤) ساقطة من: ع.
(٥) ض: (فيحث أو).

<<  <  ج: ص:  >  >>