للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ومنها: الروايات المتفرقة، كرواية ابن سماعة وغيره من أصحاب محمَّد وغيره من مسائل مخالفة للأصول، فإنها غير ظاهر الرواية، وتعد من النوادر، كما يقال: نوادر ابن سماعة، نوادر هشام، نوادر رستم وغيره.

الطبقة الثالثة: الفتاوى، وتسمى الواقعات: وهي مسائل استنبطها المتأخرون من أصحاب محمَّد وأصحاب أصحاب محمَّد ونحوهم، فمن بعدهم إلى انقراض عصر الاجتهاد في الواقعات التي لم توجد فيها رواية الأئمة الثلاثة.

وأول كتاب جمع فيه بما علم "النَّوازل"، فإنّه كتاب ألَّفه الفقيه أبو اللَّيث نصر بن محمَّد بن إبراهيم السَّمَرْقندي، المعروف بإمام الهدى، وجمع فيه فتاوى المتأخرين من مشايخه كمحمَّد بن مقاتل الرّازِي، ومحمَّد بن سلمة، ونصير بن يحيى، وذكر فيه اختياراته أيضًا، وهو أصل في الواقعات غير الأصول.

ثم جمع المشايخ فيه كتابًا كـ "مجموع النوازل"، و"الواقعات" للناطفي، والصَّدر الشَّهيد وغيره.

ثم جمع من بعدهم مِنَ المشايخ هذه الطبقات في فتاويهم مختلطة غير ممتازة، كما في "فتاوى قاضي خان"، و"كتاب الخلاصة"، وغيرها من كتب الفتاوى، وقد ميّز بعضهم كما في "كتاب المحيط" للشيخ الهمام رضي الدِّين السَّرَخْسي، فإنّه بدأ في كتابه "المحيط" هذا بمسائل الأصول أولًا، ثم النوادر، ثم الفتاوى، ولله دره، ونعم ما فعل.

قال القاضي ظهير الدِّين محمَّد بن أحمد البُخاري في "فتاواه"، في أوائل (١) كتاب العتاق: لو قال: عبيد أهل بَلْخ أحرار، ولم ينوِ عبده، أو قال: كل عبد في الأرض حرٌّ، أو قال: كل عبيد أهل الدنيا حرٌّ، أو كان مكان العتاق طلاق: اختلف المتقدِّمون والمتأخِّرون، أما المتقدمون: قال أبو يوسف في "نوادره": لا يعتق. وقال محمَّد في


(١) أ: أول.

<<  <  ج: ص:  >  >>