للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

التي هي عماد الدِّين، ثم ثنَّاها بالصلاة التي هي من شكر البدن، وثلَّث بالزكاة لأنها شكر المال، (ومن المعلوم أن شكرَ نعمة خلقه الوجود مقدم على شكر نعمة ما به الوجود؛ يعني: عبادة البدن (١) مقدم على عبادة المال (٢)) (٣)، ثم وثم. . . حتى ختم بكتاب الوصايا؛ لأنَّه آخر الأحوال، وأول تعلق الوارث بالمال، ثم بباب الميراث، وهذا ترتيب حسن، فما أحسن المبدأ والمختم، ومن جاء بعده فقد اقتبس منه واستفاد واقتدى به.

فكان الإمام سابقًا في زمانه على الأئمَّة كلهم، (أحيى دين الله وسنَّة رسوله) (٤)، وهو سراج أمَّته إلى يوم القيامة، على ما قال حافظ الدِّين الكَرْدَري في مناقب الإمام (ص. ٢٦ - ٢٧) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "سيكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة. . ." وفي رواية: ". . . النعمان سراج أمتي يوم القيمة"، (٥) [وفي رواية عن أنس قال: قال رسول الله : "سيكون في أمتي رجل يقال له: النعمان بن ثابت ويكنى بأبي حنيفة يحيى دين الله وسنتي"، وفي رواية: ". . . يحيى به الله دينه وسنتي". ومثل هذا الإسناد ويسمى في اصطلاح المحدثين وجادة وأنَّه مقبول عندهم، نصَّ عليه ابن الصلاح وغيره، وفي رواية عن أبي لهيعة قال: قال رسول الله : "في كل قرن من أمتي سابقون وأبو حنيفة سابق في زمانه".

ورأيت في شرح المنظومة المسمى بـ "المصفَّى" لأبي البركات حافظ الدِّين


(١) وقع في جميع النسخ في أيدينا (عبادة البدني)، ولعل الصواب ما أثبتنا.
(٢) وقع في جميع النسخ في أيدينا (عبادة المالي)، ولعل الصواب ما أثبتنا.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ساقطة من: ع.
(٥) قال ملا علي القاري في "الأسرار المرفوعة" (ص: ٧٦): موضوع باتفاق المحدثين.

<<  <  ج: ص:  >  >>