للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هشام، وكان يعرفه عمر بصلاح، فقال: يا أمير المؤمنين! لو أمرت به فقوِّم وأعطيتهم ثمنه (١) وأكلته، فأمر به فقُوِّم فأعطاهم ثمنه.

قال الصَّدر الشَّهيد: إنما قال هشام ذلك لأحد المعنيَيْن؛ إمَّا أنَّه أقرب إلى حسن العشيرة؛ لأنَّ ردَّ الهدية مما يسوؤه ويوحشه، أو لأنَّه رأى عمر يشتهي ذلك التُّفاح، لكنه ردَّه لمعنى الرَّشوة.

قال تقيُّ الدين أبو بكر ابن حِجَّة الحَمَوي الحنفي في "ثمرات الأوراق": لما استُخْلِف عمر بن عبد العزيز وَفَد إليه الشُّعراء، وأقاموا ببابه أيامًا لا يُؤْذَن لهم، فبينما هم كذلك إذ مرَّ بهم رجاء بن حَيْوَة (وكان جليس عمر) (٢)، فلما رآه جرير قام إليه وأنشد:

يا أيها الرَّجل المرخي عمامَته … هذا زمانُك فاستأذِنْ لنا عُمَرا

فدخل ولم يذكر له شيئًا من أمرهم، ثم مرَّ بهم عدي بن أَرْطَاة فقال له جرير:

لا تنسَ حاجتنا لقِّيْتَ مغفرةً … قد طالَ مُكثي عن أهلي وعن وطني (٣)

فدخل عدي على عمر فقال: يا أمير المؤمنين! الشُّعراء ببابك، وسهامهم مسمومة، وأقوالهم نافذة، قال: ويحك يا عدي! مالي وللشعراء. قال: أعزَّ الله أمير المؤمنين، إنَّ رسول الله قد امتدح وأعطى، ولك في رسول الله أسوة حسنة، قال: كيف؟ قال: امتدحه العبّاس بن مرداس السُّلمي فأعطاه فيها (٤) صِلة قطع بها (٥) لسانه، قال أتروي له شيئًا؟ قال: نعم.


(١) ض: عنه.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) انظر: "ديوان جرير" (٥٨٨).
(٤) ساقطة من: ض.
(٥) ض: فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>