عن المدائني قال:(١) حدَّث من أدرك الجارف، قال: كان ثلاثة أيام، فمات في كلِّ يوم نحو من سبعين ألفًا، وعن أبي اليقظان وغيره: مات لأنس بن مالك في طاعون الجارف سبعون ولدًا من أولاده وأولاد أولاده، كذا حكاه الذهبي (في "طبقاته".
وأخذ عنه أبو حرب بن الأسود، ويحيى بن يَعْمر، وعبد الله بن بريدة، وجماعة) (٢).
وكان أبو الأسود حازمًا بخيلًا، وهو القائل:(لا تجاودوا الله تعالى فإنّه أجود وأمجد، ولو شاء أن يوسع على النَّاس كلِّهم لفعل، فلا تجهدوا (٣) أنفسكم في التَّوسعة على الناس فتهلكوا هزلًا (٤).
وهو صاحب نوادر؛) (٥) منها: أنّه سمع رجلًا يقول: يا من يعشِّي الجائع، فدعاه وعشَّاه، فلما (ذهب السائل ليخرج)(٦)، قال له: هيهات، إنما أطعمتك على أن لا تؤذي المسلمين الليلة، ثم وضع رجله في الأدهم، يعني: القيد حتى أصبح.
[ومنها: أنَّه قال له رجل: إنك ظرف علم، ووعاء حلم، غير أنك بخيل، فقال: وما خير ظَرْف لا يُمْسَك ما فيه.
ومنها: أنَّه اشترى ثوبًا بتسعة دنانير فمرَّ به رجل أعور، فقال له: بكم اشتريته،