للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم تزوَّج بنت الشَّيخ أحمد البُخاري، ثم بعد وفاة الشَّيخ المزبور جلس مقامه في زاويته المعروفة المشهورة بداخل قسطنطينية، بقرب من جامع السُّلطان محمَّد خان.

ومن خلفائه الشَّيخ عبد اللطيف، والشَّيخ الحاج خليفة المنتَشَوِي.

وكان عالمًا عابدًا زاهدًا (١) أديبًا وقورًا، صاحب حياء وعفَّة.

قال صاحب "الشقائق": كنت لا أقدر على النظر إلى وجهه الكريم؛ لانعكاس حيائه إليَّ، وكنت أحضر مجلسه، وكان يقرأ عنده (٢) "المثنوي"، ويؤوله على طريق الصُّوفيَّة.

[وقال يومًا: هل إنكار على الصوفية؟ قلت: هل يكون أحد لينكرهم؟ قال: نعم، قال: حكى لي السيِّد البُخاري أنه كان يقرأ ببخارى على واحد من علماء عصره، ثم تركه وذهب إلى خدمة الشَّيخ الإلهي، وأيضًا هو قد قرأ على ذلك العالم، وزار الشَّيخ الإلهي مع السيِّد البُخاري ذلك العالم يومًا وقال للسيِّد: لأي شيء تشتغل بمثل هذا الكتاب، وإنَّ أعقلَ العقلاءِ الحكماءُ، وقال [صاحب] ذلك الكتاب في حقِّهم: إِنَّ الحكيم كافر محقق، قال: وغضب عليَّ حتى طردني، وطردهم الشَّيخ من مجلسه.

فلما حكى الشَّيخ محمود جلبي هذه الحكاية، قلت: المنكر مبتلى بإنكاره، وأما المعترف السالك غير طريقهم فلا يكون حاله أقبح من المنكرين، قال: لا الاعتراف يجذبه أخرى إلى طريق الحق، ثم قلت: إنا نجد في بعض الكتب شيئًا يخالف ظاهر الشرع، هل يجوز لنا الإنكار عليه؟ قال: بل يجب عليكم الإنكار إلى أن يحصل لكم تلك


(١) ساقطة من: ض، أ.
(٢) ع: عندي.

<<  <  ج: ص:  >  >>