للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

إلى مصادر متنوعة سابقة، وتناول حياة العلماء حتى عصره؛ وهذا منحَ الكتابَ زيادةً في المحتوى، وغنًى في المصادر السابقة.

وعندما يتناول المؤلف سيرة العالِم في كتابه فإنه لا يسرد السيرة بشكل مَحْضٍ، بل يزوّدها بأحداث تاريخية مهمة. وفي هذا السياق، فإن المؤلف لا يكتفي بكتب الطبقات فقط، وإنما يستفيد من مصادر فقهية أخرى. فعلى سبيل المثال، عند ذكره آراء لعالمٍ أسهم في الفكر الحنفي فإنه يرجع في نفس الوقت الى مصادر الفروع التي كتبها هذا العالِم؛ لإثراء كتابه.

بالإضافة إلى أن هذا الكتاب يُزوّد الباحثين - في مجالات الحياة الرسمية والاجتماعية - بمعلوماتٍ مُهمّةٍ عن رواتب العلماء في الدولة العثمانية، وعلاقاتهم بالمؤسسات السياسية. وجديرٌ بالذِّكر أنَّ هذا الكتاب يتميز عن كتب الطبقات التقليدية الأخرى بخصائص عِدّة؛ فقد تناول بعض القضايا الفقهية، ونَقَلَ معلوماتٍ عن الثّقافة الصوفية، وركّزَ على القيم الأخلاقية وأَظْهَرَ اِمْتِعَاضَهُ من الابتعاد عنها.

ومن أهداف كتابة هذا الكتاب أيضًا أنه يتناول حياة العالِم، والعلاقة بين الأستاذ والتلميذ من خلال العودة إلى الوراء بتسلْسُل زمنيٍّ مُتّصلٍ وبلا انقطاع، وصولًا إلى إمام المذهب أبي حنيفة النعمان. لذلك فإنَّ "الكتائب" هو عمل مرجعيٌّ مهمٌّ في تاريخ الكتابة الفقهية من جهة، ومن جهة أخرى كنز ثمين من حيث إظهار مدى قوة البنية التي يستند عليها التُّراث العلميٌّ الإسلاميٌّ.

لقد تمكّنت الحياة العلميّة عند المسلمين من المحافظة على كيانها بشكل مستمرٍّ ومتجدِّدٍ في جميع البلاد الإسلامية، وبطريقة منضبطة دون أن تتأثر بالتّهديدات الخارجية كالغزو أو الضغط السياسي وغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>