أخذ المولى المذكور عن أبيه عبد العزيز بن أمين الدين، قال في "شرح المشارق" في شرح قول الصَّغاني في خطبة الكتاب: أماته الله بمكة حميدًا فأقبره، ثم إذا شاء فيها أنشره، وكان شيخي ووالدي نوَّر الله ضريحه يقول حاكيًا عن مشايخه: إنّ من دُفِن بمكة ولم يكن لائقًا بها فإنّ الملائكة تنقله إلى موضع آخر، فيكون هذا في الحقيقة دعاء لنفسه بأن يكون جديرًا لذلك الموضع الشريف، ولكن لم أجد فيه رواية.
حكي أنّ المولى الإمام الحسن بن محمَّد الصغاني صاحب الكتاب كان إمامًا ديّنًا وعالمًا متقنًا، أقام بمكَّة مجاورًا، ثم عاد إلى العراق، وتوفي ببغداد في شهور سنة خمسين وستمئة، وكان أوصى إلى أولاده أن يحملوه إلى مكة ويدفنوه بها ففعلوا ذلك.
وأخذ عنه ابنه المولى الفاضل محمَّد بن عبد اللطيف ابن (١) المَلَك شارح "الوقاية"، وهو شرح لطيف جامع لمهمات المسائل وموضحات الدلائل، كتبها عند سماع ولده المولى الفاضل جعفر بن محمَّد بن عبد اللطيف منه "الوقاية".
وله كتاب مسمى بـ "روضة المتقين"، وللمولى عبد اللطيف ابن (٢) الملك "شرح مجمع البحرين" أيضًا، وهو شرح حسن جامع للفوائد مقبول لدى العلماء، وكان المولى المزبور مدرِّسًا بمدرسة نيرة (٣) وتلك المدرسة مضافة إليه إلى الآن.
* * *
(١) أ: عبد. (٢) أ: عبد. (٣) ولعل الصواب (تِيرَه) كما في "الشقائق النعمانية".