للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وفي "الطبقات الوسطى للشافعية" لتقي الدِّين السُّبْكي: محمَّد بن عُمَر بن الحسن بن الحسين التَّيمي البكري الطَّبرستاني الرَّازِي، الإمام فخر الدِّين ابن خطيب الرَّي، هو إمام الدنيا في العلوم العقليَّة، وأحد الأئمَّة في العلوم الشرعية، ناصر السنَّة، حجَّة الإسلام، بحر العلوم، إمام الأئمة، ولا يغني التطويل بالثناء على مناقبه مع شهرتها ومعرفة الخاص والعام بها.

(وهو صاحب) (١) "التفسير الكبير"، و "كتاب المحصول" في أصول الفقه، و "المطالب العالية"، و "الأربعون"، و "الخمسون"، و "الملخص"، و "المباحث المشرقية"، وله "طريقة في الخلاف"، وله "مناقب الشَّافعي" مختصر نفيس، وله تصانيف كثيرة ولا نعلم له رواية.

وقد ذكره الذَّهبي غفر الله له في "كتاب الضعفاء"، وهذا مجرد تعصُّب، فإنّ الرجل ثقة، ثم لا رواية له، فكيف يدخله في (٢) الرواة؟

اشتغل الإمام أولًا على والده ضياء الدِّين عُمَر وهو من تلامذة محيي السنة البغوي، ثم لما مات والده قصد الإمام كمال السِّمْناني، واشتغل عليه.

وكان له مجلس وعظ يحضره الخاص والعام، وكان يلحقه حالة الوعظ حال ووًجد، حتى إنّه قال للسلطان شهاب الدِّين وهو على المنبر: يا سلطان العالَم لا سلطانك يبقى ولا تلبيس الرَّازِي يبقى، وإنَّ مردنا إلى الله، فأبكى السُّلطان.

وكان الإمام أولًا فقيرًا، ثم حصل له ثروة زائدة، وسعادة طائلة، ووجاهة ونعمة تضاهي نعم الملوك، وكان إذا ركب يمشي في خدمته نحو (٣) ثلاثمئة


(١) ع: وله.
(٢) ض: مع.
(٣) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>