الوجه الغسل، ووظيفة الرأس بعد الوجه المسح، فاشتبه أنّ الأذنين وظيفتهما المسح أو الغسل، فبيَّن النبي ﷺ وقال: الأذنان من الرأس" (١)؛ تبيينًا على أنّ وظيفتهما المسح لا الغسل، ثم قال: وهذا وجه حسن واستدلال لطيف لم أسمعه من أحد.
وقال الأَتْقاني في "شرح الهداية" أيضًا: قال الشَّافعي: الترتيب فرض؛ لقوله تعالى ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] والفاء للتعقيب، قال حافظ الدِّين في جواب الشَّافعي في "المستصفى" إنّ حرف الفاء إنما يقتضي التعقيب إذا دخلت على غير الأفعال الاختيارية، أما إذا دخلت على الأفعال الاختيارية فلا، فأقول: يا للنَّسَفي من جرأته! فمن أين قال مثل (٢) هذا الكلام تقليدًا؟ وما وضع أهل اللغة الفاء إلا للتعقيب، سواء دخلت على كذا أو على كذا.
[وقال حافظ الدِّين في "المصفَّى شرح المنظومة" في حل نظم:
هذا الكتابُ في الخلافيات … نظمٌ في العيون لا النُّكات
مستَوْدَع كلَّ المراد موجز … مستبدَع سهل القِياد معجز
قال شيخنا الأستاذ مولانا حميد الدِّين الضَّرير: إنه سهل القياد حفظًا، لكنه معجز بالنظر إلى فهم معانيه ودرك إشاراته.
قال جامع "أعلام الأخيار" راجي عفو ربه الغفار: قد رأيت في أثناء مطالعتي في "الكافي" في فصل سجود السهو من كتاب الصلاة مسألتين مناقضتين لما نصه في فصل صفة الصلاة، فأردت أن أكتب في هذه الكتيبة:
(١) رواه أبو داود (١٣٤)، والترمذي (٣٧)، وابن ماجه (٤٤٤)، من حديث أبي أمامة ﵁، وقال الترمذي: ليس إسناده بذاك القائم. (٢) ساقطة من: أ.