للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان فارسًا في البحث عديم النظير، مفرط الذكاء، إذا سلك طريقًا ينقل فيها أقوالًا ويخرج أوجهًا، وكان من وحداء الدهر بوفور فضله، وجودة قريحته، وغزارة علمه (١)، وحدة ذكائه وفطنته، وله مشاركة تامة في العلوم، ومعرفة بالتواريخ، وكان من محاسن الزمان وتواريخ الأيام، وله القبول التام عند العلماء والأمراء والخاص والعام.

وله تصانيف معتبرة مشهورة، منها "شرح الجامع الكبير"، و "كتاب إيثار الإنصاف"، و "تفسير القرآن العظيم"، و "منتهى السول في سيرة الرسول"، و "اللوامع في أحاديث المختصر والجامع"، وله كتاب التواريخ المسمى بـ "مرآة الزمان".

مات ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي الحجة، سنة أربع وخمسين وستمئة بجبل قاسيون، وصلي عليه بباب جامع جبل قاسيون الشمالي، وصلى عليه السُّلطان الملك الفاخر صلاح الدِّين يوسف بن محمَّد بن الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب.

تفقَّه عليه وأخذ عنه العلوم ابنه عبد العزيز بن يوسف بن قزغلي، فدرَّس بعده مكانه بالمدرسة المغرية (٢) التي تعرف بالميدان الكبير، ومات في سلخ شوال سنة ست وستين وستمئة، ودفن عند أبيه بجبل قاسيون.

قال الشَّيخ صلاح الدِّين الصَّفدي بعد أن أثنى على أبي المظفر يوسف بن قزغلي: وهو صاحب "مرآة الزمان"، وأنا ممن حسده على هذه التسمية، فإنها لائقة بالتاريخ، كان الناظر في التاريخ يعاين من ذكر فيه في مرآة، إلا أنّ المرآة فيها صدأ المجازفة منه رحمه الله تعالى في أماكن معروفة، انتهى.


(١) ساقطة من ض.
(٢) كذا في الأصل، وفي "الجواهر المضية": العربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>