وفي "القنية" أيضًا في كتاب الإقرار، في باب ما يكون إقرارًا قال: أفتى سراج الدِّين القُزَيْنِي والصدر برهان الدِّين محمَّد بن محمود المكِّي في المديون إذا ادَّعى إيصال الدِّين إلى الدائن، فأنكر ولا بينة له، فحلف الدائن وأخذ المال، ثم قال: سوكندرا بنا حق خوردم، بأن هذا إقرار بإيصال الدَّين إليه قبل الحلف، قال في "الحاوي": قال فخر الأئمَّة البديع: وهذا أحسن.
وكان علاء التَّرْجُماني إمامًا فاضلًا كاملًا مرجعًا للأنام من الخواص والعوام، معزز السلاطين العظام، مقرب الأهالي والملوك الفخام.
تفقَّه عليه جماعة، منهم الشَّيخ الإمام أبو المظفر محمَّد بن إبراهيم البرهاني رضي الدِّين الخُوَارِزْمِي.
رأيت في "مجاميع رضي الدِّين البرهاني" في كتاب كتب فيه إجازة تلميذه محمود بن الحسن بن علي المُعِيني الشهر كندي، (وهو هذا)(١):
الحمد لله الذي لم تزل عنايته على رعاية مصالح الدِّين متوفرة (٢)، ورأفته لطيفة حملة أعبائه في الدارين مخفرة، أعلى درجة العلم وذويه، وفضل متعاطيه على غيرهم ومتحليه، عبَّد لغواة عباده (٣) بهدايتهم طريق النجاة، وأومأ إلى بيان ميزتهم بقوله: ﴿وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: ١١].
ومن جلائل نعمه أنّه تعالى لم يخلُ في زمان من الأزمنة مِصرًا من الأمصار ولا مكانًا من الأمكنة، عن طائفة تتصدى لاقتباس العلم ودراسته، وتجتهد في صونه عن الضياع وحراسته وممن جعل الله تعالى توفيقه رفيقهم، وسهل إلى اقتناص شوارد