وقدم الشام، ودرَّس بالنُّورية، وأفتى وحدَّث، وانتفع به جماعة.
وتفقَّه عليه الملك المعظَّم عيسى، والفقيه العلامة محمود بن عائد الصَّرخِدي، والإمام يوسف سبط ابن الجوزي.
وروى مؤلفات محمَّد بن الحسن وتفرد بروايتها، وكان كثير الصدقة، غزير الدمعة، وكان خطه مليحًا، وحج من الشام.
وتوفي يوم الأحد ثامن صفر سنة ست وثلاثين وستمئة.
ومن تصانيفه شرحان على "الجامع الصغير"؛ أحدهما مختصر سمَّاه "الوجيز" كما ذكره البرهان بن ظهير، والآخر مطوَّل سمَّاه "التحرير في شرح الجامع الصغير"(١)، وكتاب سمَّاه "خير مطلوب" صنَّفه للملك الناصر داود بن المعظم.
قال عبد القادر في "الجواهر المضية": رأيته بخطه.
ونسخ بخطِّه "المبسوط"، و"شرح السير الكبير"، ورأيته بخط الحافظ الدِّمْياطي فيما جمعه من الشيوخ الذين أجازوا له، انتهى.
وكان الحَصِيري ثقة ورِعًا متدينًا، عارفًا بالقراءات والروايات، عالمًا بالأدب والشرعيات والعقليات، شيخًا جليلًا، عالي الإسناد، كبير القدر، وكان على أحسن طريقة سلكها الأشراف من دين مكين وعقل رزين، وله "الفتاوى".
قال نجم الملَّة والدِّين مختار الزَّاهدي في "شرح القُدُوري"، عازيًا إلى الصَّدر الشَّهيد حسام الدين: صح ابن سَماعة عن محمَّد ﵏: مات والي مصر فولى أهله رجلًا يصلي بهم الجمعة والعيد حتى يقوم عليهم والٍ جاز، ألا ترى أنّه لو قهرهم رجل ظلمًا وجمع جاز، فإجماعهم على الحقِّ وتوليتهم أولى.