ولقب أبو العباس «السفاح»؛ لكثرة ما سفح من دماء بني أمية، وبني في الأنبار مدينة سماها «الهاشمية»؛ وجمعها مقر خلافته، واتخذ الوزراء، وهو أول من أحدث الوزارة في الإسلام، فإن الأمويين لم يكن لهم من يطلقون عليه هذا [الاسم]، وإنما كانوا يقربون منهم رجالا يستشيرونهم في بعض شؤونهم ويعولون على آرائهم.
وكان السفاح من أسخى الناس يدا لا يعد وعدا ويؤخره عن وقته، وهو أول خليفة في الإسلام وصل بمبلغ مليوني درهم، وكان يلبس خاتمه باليمين، وذلك أن رسول الله ﷺ كان يتختم في يمينه، وكذلك الخلفاء بعده، ولما ولي معاوية جعله في يساره واقتدت به بنو أمية فلما استولى السفاح أعاده إلى اليمن وتابعه الكثيرون، وبقى يستعمل في اليمين حتى كانت أيام الرشيد فنقله إلى اليسار وتبعته الناس حتى الآن، وكان فصيحا متأدبا.
ومن كلامه:«لأعملن اللين حتى لا ينفع إلا الشدة، ولأكر من الخاصة ما أمنتهم على العامة، ولأغمدن سيفي حتى يسله الحق ولأعطين حتى لا أرى للعطية موضعا».
- «ما أقبح بنا أن تكون الدنيا لنا، وأولياؤنا خالون من حسن آثارنا»
- «إذا عظمت القدرة قلت الشهوة».
مرض بالجدري وهو شاب في الثانية والثلاثين من عمره، ومات بالأنبار فدفن بها وقد عهد بالخلافة إلى أخيه أبي جعفر المنصور، وكانت في أيامه ثورات فمنعها بالقوة وشدة الجدة ونشاط فتوة الملك.