للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قسمة الفيء، ورد المظالم، وأفعال الخير، ونصر أهل البيت. اهـ.

وكان العامل على العراق يوسف بن عمر الثقفي وهو حينذاك في الحيرة فكتب إليه هشام، بعد أن أعلمه يوسف بالأمر، يأمره أن يقاتل زيدا، فكتب يوسف إلى الحكم بن الصلت وهو في الكوفة، فطلب الحكم زيدا، ثم اجتمع الثائرون من أصحاب زيد، والعساكر من جنود الحكم، فنشب قتال أظهر فيه زيد بن علي شجاعة خارقة وجلدا على الحرب عجيبا، وأصابه سهم في جبهته فلما عاد إلى منزله في المساء نزعه وقد بلغ دماغه فنزف دمه فمات من ساعته ودفنه أصحابه.

وفي اليوم الثاني تفرق جمعه وبحث عنه الحكم فعثر عليه فقطع رأسه وأرسله إلى يوسف في الحيرة ويوسف بعث به إلى هشام في الشام فنصبه على باب دمشق، وانطفأت الفتنة.

وفي أيامه حدثت حروب كثيرة مع خاقان الترك في ما وراء النهر، انتهت بقتله خاقان وملكوا بعض بلاده وفازوا بغنائم وافرة.

وتحرك فريق من الخوارج يريدون الظهور فعلم بهم هشام فوجه إليهم جندا فكان قتال ختم بقمع ثائرتهم وتخضيد شوكتهم واستتباب الأمر له.

وكان هشام محبا لجمع الأموال منعونا بالبخل، قيل لم يجتمع في خزانة أحد من ملوك بني أمية من المال ما اجتمع في خزائنه.

قال الثعالبي في الإعجاز والإيجاز: قيل لهشام - قبل أن يلي الملك -: أتطمع في الخلافة وأنت جبان بخيل؟ فقال: كيف لا أطمع بها وأنا عفيف حليم .. قال: وكتب إلى أخيه مسلمة بن عبد الملك: «طهر عسكرك من أهل الفساد فإن الله لا يصلح عمل المفسدين».

ونقل ابن الأثير في الكامل عن مجمع بن يعقوب الأنصاري نبذة تدل على

<<  <   >  >>