آخر وقت صلاة الظهر، عندنا: إذا صار ظل كل شيء مثليه، يلزمه الظهر (١)، (٢)[وعند الشافعي: إذا صار ظل كل شيء مثله سوى ظل استواء الشمس](٣).
احتج الشافعي: بما روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أن جبريل عليه السلام صلّى به يومين: صلّى في اليوم الأول: حين زالت الشمس، وفي اليوم الثاني: حين صار ظل كل شيء مثله، ثم قال جبريل: هذا وقت ما بين الوقتين"(٤).
وأصحابنا احتجوا بهذا الحديث، وهو أنه: لما بدأ بالصلاة بعدما صار كل شيء مثله، وفراغ الصلاة إنما يحصل بعد ما صار
(١) انظر: مختصر الطحاوي، ص ٢٣؛ القدوري، ص ٧؛ البدائع ١/ ٣٥١؛ الهداية ١/ ٣٨. (٢) ما بين القوسين المربعين زيدت لإتمام العبارة؛ لأن طريقة المؤلف بيان المذهبين في المسألة، ولم يذكر هنا قول الشافعي، ولعله سهو من الناسخ. (٣) انظر: الأم ١/ ٧٢؛ التنبيه، ص ١٨؛ المهذب ٣/ ٢١، مع المجموع؛ الوجيز ١/ ٣٢؛ النهاية، ص ٨.
(٤) الحديث أخرجه أبو داود والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أمّني جبريل عند البيت مرتين: فصلى بى الظهر حين زالت الشمس - إلى أن قال: وصلى بى الظهر في المرة الثانية، حين صار ظل كل شيء مثله ... ثم قال: والوقت ما بين هذين الوقتين". أبو داود، في الصلاة، باب في المواقيت (٣٩٣)، ١/ ١٠٧؛ الترمذي، نحوه (١٤٩) وقال: "حديث حسن صحيح" ١٣/ ٢٧٨ - ٢٨٢؛ وبالتفصيل. المجموع ٣/ ٢١ - ٢٩.