إسلام الصبي العاقل يصح عندنا (٢)، وعند الشافعي: لا يصح (٣).
دليلنا في المسألة: الإسلام إنما يكون إقرارًا باللسان واعتقادًا بالقلب، وقد وجد ها هنا؛ لأن الكلام [من](٤) الصبي العاقل [مقبول](٥) يقول هذه سماء وهذه أرض، يناظر ويتكلم، فإذا أسلم
(١) السير، بكسر السين وفتح الياء، جمع سيرة، والسيرة لغة: تستعمل في معنيين: أحدهما: الطريقة، يقال: "سار في الناس سيرة حسنة أو قبيحة، والثاني: الهيئة، قال الله عز وجل: {سنعيدها سيرتها الأولى} (طه ٢١). أي: هيئتها وغلب اسم السير في ألسنة الفقهاء: بسير النبي - صلى الله عليه وسلم - في مغازيه". وسميت المغازي سيرًا؛ لأن أول أمرها السير إلى العدل؛ لأن المراد بها سير الإمام إلى العدو وتسمى أيضًا: بكتاب الجهاد، والمغازي، والجهاد: "مصدر جاهد، يقال: جاهد في سبيل الله جهادًا". المصباح، (سير، جهد)، البدائع ٩/ ٤٢٩٩؛ البناية ٥/ ٦٤٢. وعرفه السمرقندي شرعًا بأنه: "هو الدعاء إلى الدين الحق، والقتال مع من امتنع عن القبول بالمال والنفس، قال الله عز وجل: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. تحفة الفقهاء ٣/ ٤٩٩. (٢) انظر: مختصر الطحاوي، ص ٢٦٠؛ البدائع ٩/ ٤٣١٥. (٣) قال الشيرازي: إن وصف الإسلام صبي عاقل من أولاد الكفار لم يصح إسلامه على ظاهر المذهب، ويحال بينه وبين أهله من الكفار إلى أن يبلغ، فإن بلغ ووصف الإسلام حكم بإسلامه" انظر: الأم ٤/ ٢٩٠؛ المهذب ٢/ ٢٤٠. (٤) في الأصل: (في). (٥) زيدت لاستقامة العبارة.