ثم قال شقي: وحدثت معاوية بهذا الحديث، فقال: قد فُعل بهؤلاء هذا، فكيف بمن بقى من الناس، فبكى حتى ظننا أنه هالك، ثم أفاق فمسح الدموع عن وجهه [وقال](٢): صدق الله ورسوله، ثم تلى:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} .. إلى قوله:{مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(٣).
وروى عن مجاهد أنه قال في قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}(٤): أنه الرياء، وهذا الوعيد -والله أعلم- فيمن كان أصل عمله الرياء، والسمعة، فأمَّا من كان أصل عمله لله، فلا يضره ذلك إن شاء الله كالخطرات التي في القلب [ولا يملك دفعها](٥).
ولقد سُئل مالك وربيعة [رضي الله عنهما](٦) عن رجل يحب أن يلقى في طريق المسجد، ولا يجب أن يلقى في طريق السوق: فأما ربيعة: فكره ذلك، وأما مالك فقال: إذا كان أول ذلك لله، فلا بأس به إن شاء الله.
قال الله تعالى:{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي}(٧).
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنه: لأن تكون قلتها أحبَّ إليَّ
(١) أخرجه مسلم (١٩٠٥)، والترمذي (٢٣٨٢)، واللفظ له. (٢) في ب: فقال. (٣) سورة هود الآيتان (١٥، ١٦). (٤) سورة فاطر الآية (١٠). (٥) في أ: علمه. (٦) زيادة من ب. (٧) سورة طه الآية (٣٩). (٨) سورة الشعراء الآية (٨٤).