[فقيل](١): الخوض في مقصود المسألة يتعرض لتعاطي البحث عن معنى عبارة تلهج بها ألسنة الحذاق.
وقد تلتبس على من لم [يتبحر](٢) في دقائق هذا الفن، ويقولون:[إن](٣) اليقين لا [يترك](٤) بالشك، [ويقرون](٥) ذلك، ويجعلونه مراعًا، ومأخذًا لأحد قولي المذهب في جميع مسائل الشكوك، وذلك غير صالح [لإثبات](٦) المأخذ ولا مؤيد بدليل سمعي، وإن [وافق] ظاهرها، فإنها عند البحث عن عوارها يتلاشى المتمسك بها، ["وبكع"(٧)] (٨) عنها ملتمسها، فنقول في [ترتيب](٩) العبارة [وتحريف](١٠) الطريقة: اليقين إذا تصور معه شك، فضلًا عن ترك اليقين به؛ إذ هما متنافران متدابران فالاستحالة في نفسها ترجع إلى الجمع بين الشيء ونقيضه.
(١) سقط من ب. (٢) في ب: يستبحر. (٣) زيادة من ب. (٤) في أ: يدرك. (٥) في ب: ويقررون. (٦) في ب: لاستبانة. (٧) يقال: بكعت الرجل بكعًا: إذا استقبلته بما يكره. النهاية في غريب الحديث (١/ ١٤٩). (٨) في ب، جـ: يقع. (٩) في أ: تزيف. (١٠) في ب: وشريف.