واختلف في ميراث اللقيط والمنبوذ، هل هما عبارتان عن معبَّرٍ واحد أو هما عبارتان عن مُسميين مختلفين:
فقيل:"إنهما اسمان لمسمى واحد، [فإن اللقيط هو الملتقط حيث وجد أعنى](١) أي صفة وجد في صغرهِ, لأنَّهُ فاعل بمعنى مفعول، كقولهِ تعالى:{مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} أى: مدفوق.
والمنبوذ: الذي وُجد منبوذًا مِن أول ما وُلد".
وقيل:"إنَّ اللقيط: هو ما التُقط في الصغر مِن الشدائد [والجلادة](٢)، ولا يُعلم لهُ أب".
وقال مالك:"ما يُعلم منبوذا إلا ولد الزنا".
وفائدة الخلاف [وثمرته](٣): إذا استلحقهُ أحد، هل يُلحق بهِ أم لا وفيمن قذفهُ، هل يُحدُّ أم لا؟
فإذا ثبت ذلك: فلا يخلو مِن وجهين:
أحدهما: أن يلتقطهُ مُسلم.
والثاني: أن يلتقطهُ نصراني.
فإن التقطهُ مُسلم، فلا يخلو مِن أن يلتقطهُ مِن قُرى