وقد اختلف العلماء في صيام رمضان هل يفتقر إلى النية أم لا؟ على ثلاثة أقوال كلها في المذهب قائمة من "المدونة":
أحدها: أنه لا يفتقر إلى النية، وأنه متعين بتعيين الزّمان، وهي رواية ابن عبد الحكم [وعبد الملك](٢) عن مالك، وهو مذهب الحنفية (٣)، [وهي قائمة](٤) من "المدونة"(٥) من غير ما موضع؛ منها قوله في الحائض إذا استيقظت بعد الفجر فَشَكَّت أن تكون طهرت قبل الفجر: أنها تصوم وتقضي؛ لأنها يخاف عليها ألا تطهر إلا بعد الفجر، فبهذا علّل ابن القاسم المسألة ولم يُعَلِّل بعدم التبييت [وتأول بعض المتأخرين هذه المسألة على أن صيام رمضان لا يفتقر إلى نية؛ لأن ترك ابن القاسم التعليل بعدم التبييت](٦) وعلّل [بغيرها](٧) دليل على أن النية [ليست](٨) من شرطها.
ومنها: ما وقع له في مسألة من صام رمضان الداخل قضاء عن رمضان الفائت، حيث قال: يجزئه وعليه قضاء الآخر، على رواية الآخر
(١) سقط من أ. (٢) سقط من أ. (٣) انظر: المبسوط (٣/ ٥٩). (٤) في أ: وهو قائم. (٥) انظر: المدونة (١/ ٢٠٦). (٦) سقط من أ. (٧) في أ: بطهرها. (٨) في الأصل: ليس.