٣٣٤٢ - فأما هجر المسلم العدل في اعتقاده وأفعاله فقال ابن عقيل: يكره، وكلام الأصحاب خلافه، ولهذا قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: اقتصاره في الهجرة على الكراهة ليس بجيد، بل من الكبائر، على نص أحمد: الكبيرة ما فيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة، وقد صح قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار" (٣). [المستدرك ٣/ ٢١٢]
٣٣٤٣ - إن اقتصر الراد على لفظ: "وعليك"، كما رد النبي -صلى الله عليه وسلم- على الأعرابي (٤)، وهو مقتضى الكتاب؛ فمان المضمر كالمظهر، إلا أن يقال: إذا
(١) هنيئًا لطالب العلم هذه المنزلة السهلة المنال، فلْيحتسب الأجر في تعلّمه وتعليمه، ولْيبذل ما بوسعه لأجل ذلك، نسأل الله أن يجعلنا من الصديقين. (٢) إلى هنا انتهى ما انتقيتُه من رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. (٣) رواه أبو داود (٤٩١٤)، وصحَّحه الألباني في صحيح أبي داود. (٤) يعني: ما ثبت عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أن رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ".