أتحرّضون الناس على البدار «٣» وترضون بالتخلّف؟ ويقال أتدعون الخلق إلينا وتقعدون عنّا؟ أتسرحون الوفود وتقصرون فى الورود «٤» ؟ أتنافسون الخلق «٥» وتنافرونهم بدقائق الأحوال وترضون بإفلاسكم عن ظواهرها؟
ويقال أتبصرون من الحق مثقال الذّر ومقياس الحبّ وتساهمون لأنفسكم أمثال الرّمال والجبال؟ قال قائلهم:
وتبصر فى العين منى القذى ... وفى عينك الجذع لا تبصر؟!
ويقال أتسقون بالنّجب «٦» ولا تشربون بالنّوب؟
(١) هنا لفظتان مشتبهتان وفيهما شطب. (٢) الاشارة وإن كانت لصلاة الجماعة إلا أنها توضح أيضا حرص القشيري على الاهتمام بالإجماع كمصدر من مصادر الشريعة. (٣) وردت بالياء وهى خطأ فى النسخ. (٤) من ورد الماء أي ذهب ليستسقى. (٥) وردت أتنافسون (الحق) وواضح أنها خطا فى النسخ. (٦) نجب الأشياء وتجائبها لبابها وخالصها، وربما كانت النخب (بالخاء) ج نخب وهو الشربة العظيمة الوسيط ص ٩١٥.