ومحله فالدرّ يطلب من الصدف لأن ذلك مسكنه، والشمس تطلب من البروج لأنها مطلعها، والشهد يطلب من النحل لأنه عشه. كذلك المعرفة «١» تطلب من قلوب خواصه لأن ذلك قانون معرفته، ومنها ( ... )«٢»
خفيت عليهم حالتك- يا محمد- فطالبوك بإقامة الشواهد، وقالوا:«لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ ... » أولم يكفهم ما أوضحنا عليك من السبيل، وألحنا لك من الدليل يتلى عليهم ذلك، ولا يمكنهم معارضته ولا الإتيان بشىء من مثله؟! هذا هو الجحود وغاية الكنود! قوله جل ذكره:
لولا أنى ضربت لكلّ شىء أجلا لعجّلت لهم ذلك، وليأتينّهم العذاب- حين يأتيهم- بغتة وفجأة.
(١) ورد في ص بعد كلمة المعرفة (وصف الحق) وربما كانت (بوصف الحق) وهي غير موجودة في م، ونرجح أنها موجودة في الأصل بدليل اقتران الضمير ب (خواصه) . (٢) فى ص (توقع نسخة توحيده) وفي م (يرفع نسخة توحيده) وكلاهما غامض في الكتابة وإن كنا نستطيع أن نفهم أن التوحيد- وهو أقصى درجات المعرفة- محله قلوب الخواص.