أي صدقه «٢» فى رؤياه ولم يكذبه صدقه فيما أراه «٣» من دخول مكة «آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ» كذلك أراه لما خرج إلى الحديبية وأخبر أصحابه. فوطّن أصحابه نفوسهم على دخول مكة في تلك السنة. فلمّا كان من أمر الحديبية عاد إلى قلوب بعض المسلمين شىء، حتى قيل لهم لم يكن في الرؤيا دخولهم في هذا العام، ثم أذن الله في العام القابل، فأنزل الله:
«لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ» فكان ذلك تحقيقا لما أراه، فرؤياه صلوات الله عليه حق لأن رؤيا الأنبياء حق
(١) هكذا في ص وهي في م (وقدر) وقد رجحنا الأولى. (٢) أي على حذف الجار كقوله تعالى: «صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ» (٣) إشارة إلى الرؤيا التي أراه إياها من دخوله وصحبه مكة آمنين.