أرسلنا نوحا بالنبوّة والرسالة. «أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ» أي بأن أنذرهم وإرسال الرّسل من الله فضل «١» ، وله بحق ملكه أن يفعل ما أراد، ولم يجب عليه إرسال الرّسل لأن حقيقته لا تقبل الوجوب.
وإرسال الرسل إلى من علم أنه لا يقبل جائز «٢» ، وتكليفهم من ناحية العقل جائز «٣» فنوح- علم منهم أنهم لا يقبلون.. ومع ذلك بلّغ الرسالة وقال لهم: إنى لكم نذير مبين:
(١) فى النسختين (فعل) وهي صواب بدليل قوله فيما بعد: (أن يفعل) ما أراد ولكننا رجحنا (فضل) لأن القشيري يستحسن استعمال (الفضل) عند ما يتحدث عن نفى (الوجوب) على الله. (٢) كى يكون ذلك عليهم حجة، قال تعالى: «رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ» . (٣) ولكن لا عقاب إلا بعد إرسال الرسل لأن العقل وحده غير كاف في قطع المعذرة (قارن ذلك بآراء المعتزلة) . [.....]