أقول- وقد رأيت لها سحابا ... من الهجران مقبلة إلينا
وقد سحّت عزاليها «١» ببين ... حوالينا الصدود ولا علينا
وكما قد يحمل الملّاح بعض الفقراء بلا أجرة طمعا في سلامة السفينة- فهؤلاء «٢» يرجون أن يحملوا في فلك العناية «٣» فى بحار «٤» القدرة عند تلاطم الأمواج حول السفينة.
ومن الملائكة من يتنزّل لتفقد أهل الوصلة، أو لتعزية أهل المصيبة، أو لأنواع من الأمور تتصل بأهل هذه القصة، فهؤلاء القوم يسألونهم عن أحوالهم: هل عندهم خير عن فراقهم ووصالهم- كما قالوا:
بربّكما يا صاحبيّ قفا بيا ... أسائلكم عن حالهم واسألانيا
«ذاتِ الْحُبُكِ» أي ذات الطرائق الحسنة- وهذا قسم ثان، وجوابه:«إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ» يعنى في أمر محمد صلى الله عليه وسلم فأحدهم يقول: إنه ساحر، وآخر يقول:
مجنون، وثالث يقول: شاعر.. وغير ذلك.
(١) الأعزل من السحاب مالا مطر فيه (الوسيط ج ٢ ص ٦٠٥) . (٢) يقصد الصوفية. (٣) هكذا في ص وهي في م (الكفاية) . (٤) هكذا في ص وهي في م (محال) . (٥) إشارة إلى الآيتين ١٥٦، ١٥٧ من سورة البقرة. «الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» : «أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» . [.....]