جعل الأرض قرارا لعباده. ونفوس العابدين أرض وقرار لطاعتهم، وقلوب العارفين قرار لمعارفهم.
قوله جل ذكره:
[[سورة طه (٢٠) : آية ٥]]
الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥)
استواء عرشه فى السماء معلوم، وعرشه فى الأرض قلوب أهل التوحيد.
قال تعالى:«وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ»«١» وعرش القلوب: قال تعالى:
«وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ»«٢» . أمّا عرش السماء فالرحمن عليه استوى، وعرش القلوب الرحمن عليه استولى. عرش السماء قبلة دعاء الخلق، وعرش القلب محلّ نظر الحق.
النّفس لا تقف على ما فى القلب، والقلب لا يقف على أسرار الرّوح، والروح لا سبيل له إلى حقائق السرّ والذي هو أخفى من السّرّ فهو ما لا يطّلع عليه إلا الحق «٣» .
ويقال الذي هو أخفى من السر لا يفسده الشيطان، ولا يكتبه الملكان، ويستأثر بعلمه الجبّار، ولا تقف عليه الأغيار.
قوله جل ذكره:
[[سورة طه (٢٠) : آية ٨]]
اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (٨)
(١) آية ١٧ سورة الحاقة. (٢) آية ٧٠ سورة الإسراء. (٣) يسميه القشيري فى مواضع أخرى من مصنفاته (سر السر) أو (عين السر) الرسالة ص ٤٨ [.....]