أقامهم بشواهد الجمع، وأخبر أن منّته كامنة فى تخصيصهم بأحوالهم، وتأهيلهم لما رقّاهم إليه من المآل، وأنه بفضله اختارهم واجتباهم ومما أنعم به عليهم من الخصائص رقّة قلوبهم فهم إذا تتلى عليهم الآيات سجدوا، وسجود ظواهرهم يدل على سجود سرائرهم بما حقّق لهم من شواهد الجمع، وأمارة صحته ما وفقهم إليه من عين الفرق فبوصف التفرقة قاموا بحق آداب العبودية، وبنعت الجمع تحققوا بحقائق الربوبية «٢» .
(١) مذق اللبن والشراب بالماء مذقا اى مزجه وخلطه، ومذق الود اى شابه ولم يخلصه. (٢) هذا من أشد البراهين نصاعة على تمسك القشيري بالشريعة فإن صدق العبد فى التوجه أمارته ان يكون محفوظا- من قبل الحق- كى يؤدى فرائض الشرع.