فكان كما قال، إذ هداهم الله وأنجاهم، وأغرق فرعون وقومه وأقصاهم، وقد قال سبحانه:«وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»«١» : ينجّيهم من كلّ بلاء، ويخصّهم بكل نعمة.
عاتب «٢» ابراهيم أباه وقومه، وطالبهم بالحجة على ما عابهم به وقال لم تعبدون ما لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضرّ، ولا يحسّ ولا يشعر؟ فلم يرجعوا في الجواب إلا إلى تقليدهم أسلافهم، وقالوا:
على هذه الجملة وجدنا أسلافنا. فنطق إبراهيم- عليه السلام- بعد إقامة الحجة عليهم والإخبار عن قبيح صنيعهم بمدح مولاه والإغراق في وصفه، وقال:
(١) آية ٣٦ سورة التوبة. (٢) ربما كانت (عاب) بدليل قوله بعد قليل (على ما عابهم) ، لكن السياق يلتم ب (عاتب) أكثر، إذ العتاب أليق بالنسبة للأب، كذلك فإن ابراهيم لم يكن يدرى في ذلك الوقت أن أباه لن يؤمن.