من رفع الحساب من الوسط يرفع معه الحساب «١» ، ومن هو فى أسر مطالباته فالوزن يومئذ الحقّ.
والرزق بغير حساب فى أرزاق الأرواح، فأمّا أرزاق الأشباح فمحصورة معدودة لأن أرزاق الأشباح حظوظ وهى وجود أفضال وفنون نوال. وما حصره الوجود من الحوادث فلا بدّ أن يأتى عليه العدد، وأما مكاشفة الأرواح بشهود الجمال والجلال فذلك على الدوام.
وقال تعالى:«وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»«٢» ، وقال:«وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ»«٣» . ومن أمّل السراب شرابا فلا يلبث إلا قليلا حتى يعلم أنّه كان تخييلا فالعطش يزداد، والروح تدعو للخروج.
(١) ربما يقصد القشيري من هذه العبارة أولئك الذين يعبدون الله لذاته دون حساب فى العلاقة لثواب أو عقاب، ويتأيد ذلك بقوله فى العبارة التالية (ومن هو فى أسر مطالباته..) أي من ابتغى العوض لأنه يكون على حد تعبير رابعة كالأجير السوء. (٢) آية ١٠٤ سورة الكهف. (٣) آية ١٨ سورة المجادلة.