الفاحشة زاجرا، ففى مثل هذه الأحوال عنها خرجة «١» . ولولا أنّ الله على كل شىء قدير وإلا ففى عادة الناس. من الذي يهتدى لمثل هذا الحكم لولا تعريف سماوى وأمر نبوى، من الوحى متلقّاه «٢» ، ومن الله مبتداه وإليه منتهاه؟
هذا قصة عائشة رضى الله عنها، وما كان من حديث الإفك.
بيّن الله- سبحانه- أنه لا يخلى أحدا من المحنة والبلاء، فى المحبة والولاء فالامتحان من أقوى أركانه وأعظم برهانه وأصدق بيانه، كذلك قال صلى الله عليه وسلم «يمتحن الرجل على قدر دينه» ، وقال:«أشدّ الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل»«٣» .
ويقال إنّ الله- سبحانه- غيور على قلوب خواصّ عباده، فإذا حصلت مساكنة بعض إلى بعض يجرى الله ما يردّ كلّ واحد منهم عن صاحبه، ويردّه إلى نفسه، وأنشدوا:
إذا علقت روحى بشىء، تعلّقت ... به غير الأيام كى تسلبنّيا
وإن النبي- صلى الله عليه وسلم- لمّا قيل له: أي الناس أحب إليك؟
(١) الخرجة هى الخروج والخلاص من أمر شديد. (٢) هكذا فى ص وهى فى م (مستفاد) وكلاهما صحيح، ولكن الأولى أقوى مراعاة للموسيقى اللفظية، وربما كانت (مستقاه) . (٣) رواه الترمذي وقال حسن صحيح ... وقد سبق تخريج هذا الحديث.