أي مثل هؤلاء المنافقين مع النضير- فى وعدهم بعضهم لبعض بالتناصر- كمثل الشيطان «إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ ... » .
وكذلك أرباب الفترة وأصحاب الزّلّة وأصحاب الدعاوى.. هؤلاء كلّهم في درجة واحدة فى هذا الباب- وإن كان بينهم تفاوت- لا تنفع صحبتهم في الله قال تعالى:«الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ»«٣» وكلّ أحد- اليوم- يألف شكله فصاحب الدعوى إلى صاحب الدعوى، وصاحب المعنى إلى صاحب المعنى.
قوله جل ذكره:
[[سورة الحشر (٥٩) : آية ١٨]]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨) .
(١) يرى النسفي أن: «مثلهم كمثل أهل بدر» (النسفي- ح ٤ ص ٢٤٣) . (٢) وكان ذلك عقب مرجع النبي (ص) من الأحزاب ففى رواية عن عائشة رضى الله عنها قالت: لما رجع النبي (ص) من الخندق، ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل فقال: قد وضعت السلاح والله ما وضعناه فاخرج إليهم قال: فإلى أين؟ قال: هاهنا- وأشار إلى بنى قريظة (البخاري ح ٣ ص ٢٣) . (٣) آية ٦٧ سورة الزخرف.