أي إنما أنزلناه متفرقا ليسهل عليك حفظه فإنه كان أميا لا يقرأ الكتب، ولأنه لو كان دفعة واحدة لم يتكرر نزول جبريل عليه السلام بالرسالة إليه فى كل وقت وكل حين..
وكثرة نزوله كانت أوجب لسكون قلبه وكمال روحه ودوام أنسه «١» ، فجبريل كان يأتى فى كل وقت بما كان يقتضيه ذلك الوقت من الكوائن والأمور الحادثة، وذلك أبلغ فى كونه معجزة، وأبعد عن التهمة من أن يكون من جهة غيره، أو أن يكون بالاستعانة بمن سواه حاصلا «٢» .
كان الجواب لما يوردونه على جهة الاحتجاج لهم مفحما، ولفساد ما يقولونه موضحا، ولكن الحقّ- سبحانه- أجرى السّنة بأنه لم يزد ذلك للمسلمين إلا شفاء وبصيرة، ولهم إلا عمى وشبهة.
يحشرون على وجوههم وذلك أمارة لإهانتهم، وإن فى الخبر:«الذين أمشاهم اليوم»
(١) لأنه كتاب يحمله رسول الحبيب من الحبيب إلى الحبيب. (٢) أي أن اتصال القرآن الكريم بحياة الناس وواقع أمورهم آية كونه معجزة بعكس ما يتخرص به المضللون الملحدون الذين يدعون أن محمدا كاتب هذا القرآن، وأنه أوتى ذكاء خارقا كان يجعله يكتب للناس ما يلي احتياجهم ويحل مشاكلهم.. خرست ألسنتهم إن يقولون إلا زورا.