سير النفوس في أقطار الأرض ومنا كها لأداء العبادات، وسير القلوب بجولان الفكر فى جميع المخلوقات، وغايته الظّفر بحقائق العلوم التي توجب ثلج الصدر- ثم تلك العلوم على درجات. وسير الأرواح في ميادين الغيب بنعت خرق سرادقات الملكوت، وقصاراه الوصول إلى محلّ الشهود واستيلاء سلطان الحقيقة. وسير الأسرار بالترقي عن الحدثان «١» بأسرها، والتحقق أولا بالصفات، ثم بالخمود بالكلية عمّا سوى الحقّ» .
(١) المقصود بالحدثان المخلوقات إذ لها أول وابتداء ولها آخر وانتهاء. (٢) انظر بخصوص هذا الترقي صقحة ٤٨٦ (المجلد الأول من هذا الكتاب) . (٣) لأن معرفتهم العينية تقطع كل شك كان يراودهم في الحياة الدنيا، فلا مجال يومئذ لأمل زائف.