المعبود هو القادر على هداية داعيه، وعلم العبد بقدرة معبوده يوجب تبرّيه عن حوله وقوته، وإفراد الحق- سبحانه- بالقدرة على قضاء حاجته، وإزالة ضرورته فتتقاصر عن قصد الخلق خطاه «١» ، وتنقطع آماله عن غير مولاه.
إذا قرنت الضرورة بالضرورة تضاعف البلاء، وترادف العناء فالمخلوق إذا استعان بمخلوق مثله ازداد بعد مراده عن النّجح. وكيف تشكو لمن هو ذو شكاية؟! هيهات! إن ذلك خطأ من الظن، وباطل من الحسبان.
(١) وردت (خطاؤه) والصواب أن تكون (خطاه) (٢) وردت (فوقهم) والأرجح أنها ما (فاقهم) فى النقص لأن الأصنام أقلّ قدرا من الإنسان، حيث لا تملك يدا او عينا أو أذنا، ولا تعى ولا تعقل ولا تضر ولا تنفع، فإذا كان الإنسان مع ذلك موصوفا بالنقص فالصنم أشد نقصا.