وقيل إن عيسى عليه السّلام قال: من رضى بأن يلقى عليه شبهى فيقتل دونى فله الجنة، فرضى به بعض أصحابه «١» ، فيقال لمّا صبر على مقاساة التلف لم يعدم من الله الخلف «٢» ، قال الله تعالى:«إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا»«٣» .
ويقال لمّا صحّت صحبة الرجل مع عيسى- عليه السّلام- بنفسه صحبه بروحه، فلمّا رفع عيسى- عليه السّلام- إلى محل الزلفة، رفع روح هذا الذي فداه بنفسه إلى محل القربة «٤» .
(١) عن ابن اسحق عن رجل كان نصرانيا وأسلم أنه ذكر له أن عيسى حين جاءه من الله إنى رافعك قال يا معشر الحواريين: أيكم يحب أن يكون رفيقى في الجنة حتى يشبه للقوم فى صورتى فيقتلوه فى مكانى فقال أحدهم واسمه سرجس: أنا يا روح الله. قال: فاجلس فى مجلسى فجلس فيه، ورفع عيسى (عم) فدخلوا على سرجس وصلبوه. وفى رواية لسعيد بن جبير عن ابن عباس اتفاق كبير مع ذلك دون ذكر اسم (سرجس) . [.....] (٢) أخطأ الناسخ إذ نقلها (الخلق) بالقاف. (٣) آية ٣٠ سورة الكهف. (٤) فى تعبير القشيري ذكاء، ففى حالة عيسى قال (رفع) دون أن يحدد كيفية الرفع، أبا الجسد أم بالروح أم بهما معا، وفى حالة الثاني قال (رفع روحه) ، ونفهم- من حيث المصطلح- أن الزلفة أقوى من القربة.