يقال: إنّ الجنّة تقرّب من المتقين، كما أنّ النار تجرّ بالسلاسل إلى المحشر نحو المجرمين.
ويقال: بل تقرب الجنة بأن يسهل على المتقين حشرهم إليها.. وهم خواص الخواص.
ويقال: هم ثلاثة أصناف: قوم يحشرون إلى الجنة مشاة وهم الذين قال فيهم: «وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً «١» » - وهم عوام المؤمنين «٢» وقوم يحشرون إلى الجنة ركبانا على طاعاتهم المصوّرة لهم بصورة حيوان، وهم الذين قال فيهم جلّ وعلا:«يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً»«٣» - وهؤلاء هم الخواص وأمّا خاص الخاص فهم الذين قال عنهم:
«وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ» أي تقرّب الجنة منهم وقوله: «غَيْرَ بَعِيدٍ» تأكيد لقوله: «وَأُزْلِفَتِ» .
ويقال:«غير بعيد» : من العاصين تطييبا لقلوبهم.
قوله جل ذكره:
[[سورة ق (٥٠) : آية ٣٢]]
هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢)
الأوّاب: الراجع إلى الله في جميع أحواله.
«حَفِيظٍ» : أي محافظ على أوقاته، (ويقال محافظ على حواسه في الله حافظ لأنفاسه مع الله)«٤» .
الخشية من الرحمن هي الخشية من الفراق. (والخشية من الرحمن تكون مقرونة بالأنس ولذلك لم يقل: من خشى الجبّار ولا من خشى القهّار)«٥» .
(١) آية ٧٣ سورة الزمر. (٢) ما بين القوسين موجود في م وغير موجود في ص. (٣) آية ٨٥ سورة مريم. (٤) ما بين القوسين موجود في ص وساقط في م. [.....] (٥) ما بين القوسين موجود في ص وساقط في م.