إذا استجار المشرك- اليوم- فلا يردّ حتى يسمع كلام الله، فإذا استجار المؤمن طول عمره من الفراق- متى يمنع من سماع كلام الله؟ ومتى يكون فى زمرة من يقال لهم:
«اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ «٢» » .
وإذ قال- اليوم- عن أعدائه:«فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ» فإن لم يؤمن بعد سماع كلامه نهى عن تعرضه حيث قال: «ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ» - أترى أنه لا يؤمّن أولياءه- غدا- من فراقه، وقد عاشوا اليوم على إيمانه ووفائه؟! كلا.. إنه يمتحنهم بذلك، قال تعالى:«لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ»«٣» .
ثم قال:«ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ» فإذا كان هذا برّه بمن لا يعلم فكيف برّه بمن يعلم؟
ومتى نضيّع من ينيخ ببابنا ... والمعرضون لهم نعيم وافر؟!
(١) جاء فى الرسالة ص ١١١ قال محمد الفراء سمعت الشبلي يقول: (أليس الله تعالى يقول: أنا جليس من ذكرنى؟ ما الذي استفدتم من مجالسة الحق؟) . (٢) آية ١٠٨ سورة المؤمنون. (٣) آية ١٠٣ سورة الأنبياء.