- صلى الله عليه وسلم - كانت فرضًا، وصلاته بقومه على وجه النفل.
وهذا هو الأليق بحرص معاذ رضي الله عنه، وأما أن يجعل صلاته مع النبي - صلى الله عليه وسلم -[نفلًا](١) في مسجده [وهي](٢) أَلْف، فيقصد إلى النفل، وطفف نفسه هذا القدر الجسيم، والأجر العظيم؛ فلا يليق ذلك بأحد من الصحابة رضوان الله عليهم [فكيف بمعاذ مع جلالته وعلو قدره، بل لو عرف ذلك منه أو من غيره بعد ذلك نقص في حقه، وحط عن رتبته، ومعلوم من عادة الصحابة رضوان الله عليهم](٣) مهاجريهم وأنصارهم، متقدمهم ومتأخرهم، إلا [المبادرة](٤) إلى خير الأعمال، والمسابقة إلى غاية الكمال، والحرص على اكتساب الخير من جميع وجوهه بالأفعال والأقوال؛ فعليهم سلام الله ورضوانه ما طلع هلال، وسُمع إهلال.
وأما الوجه الثالث: وهو أن يَكِل الأمر [إلى الله تعالى](٥) فيهما لم تكن عليه إعادة لواحدة منهما، وسواء كانت الأولى فاسدة أو [الثانية](٦).
وهذا قول مالك في "المدونة"(٧): في الذي يصلي في بيته، ثم أتى المسجد، فأقيمت تلك الصلاة: فلا يتقدمهم فيها، فإن فعل: أعاد من خلفه؛ لأنه لا يدري أيتهما صلاته، وإنما ذلك إلى الله عز وجل.
وقد اختلف [فيها](٨) قول مالك رحمه الله؛ فمرة يقول: إن الأُولى
(١) سقط من أ. (٢) في أ: وهو. (٣) سقط من أ. (٤) في أ: المثابرة. (٥) سقط من ب. (٦) في الأصل: ثانية. (٧) انظر: المدونة (١/ ٨٧، ٨٨). (٨) زيادة من ب.