١٦٦١ - عن سعد بن أبي وقاص:"أنَّ رسولَ مُعاوِيَةَ بن أبي سُفيان قال له: ما يَمنعُك أَنْ تَسُب أَبا تُرابٍ؟ فقال: أَمَّا ما ذَكَرْتُ ثلاثًا قالَهُنَّ له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلَنْ أَسُبَّهُ، لَأنْ تكونَ لِي واحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبَّ إِليَّ من حُمْرِ الْنَّعَمِ، سَمْعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له وخَلَّفَهُ في بَعْضَ مَغَازِيهِ، فقال له علي: يا رسول الله: خَلَّفْتَني مع النَّسَاءِ والْصِّبْيانِ؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَما تَرْضَى أن تكونَ مِنِّي بِمَنْزلَةِ هَارُون مِنْ مُوسى، إلَّا أَنَّهُ لا نُبُوَّةَ بَعْدِي؟ " وسمعتُه يقول يوم خيبر: "لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ الله ورسوِلَهُ ويُحِبُّه اللهُ ورسولُه، فَتَطَاوَلْنا، فقال:"ادْعُوا عَلِيًا، إليَّ" فَأتِيَ بهِ أَرْمَدَ، فبَصَقَ في عينه ودفع الرَّايَةِ إليه، فَفَتَحَ اللهُ عليه، ولما نزلت هذه الآية:{نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}[آل عمران: ٦١] دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلِيًا وفاطِمَةَ وحَسَنًا وحُسَيْنًا، فقالَ اللَّهُمَّ: هؤلَاءِ أَهْلِي". أخرجه مسلم والترمذي (١).
١٦٦٢ - عن أنس قال: كانَ عِنْدَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - طَيْرٌ، فقال: "اللهُمَّ ائتِني بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إليكَ يأكُل معي هذا الطائِرَ" فجاءَ عَلِيٌّ، فَأكَلَ مَعَهُ". أخرجه الترمذي (٢).
(١) رواه مسلم رقم (٢٤٠٤) في فضائل الصحابة: باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والترمذي رقم (٣٧٢٦) في المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (٢) رقم (٣٧٢٣) في المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من طريق عيسى بن عمر عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أنس رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أنس، نقول: وأخرجه الحاكم بمعناه، وقال الحاكم: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسًا ثم ذكر له شواهد عن جماعة من الصحابة، وقال الحافظ ابن حجر: وفي الطبراني منها عن سفينة وابن عباس وسند كل منهما مقارب. انظر أجوبة الحافظ ابن حجر عن بعض الأحاديث الواقعة في "المشكاة" ٣/ ٣١٣ و ٣١٤.